عشق الحياه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عشق الحياه

المنتدى الترفيهي الاول
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ملحمة كلكامش

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عراقي راقي
مشرف منتدى كرة القدم
مشرف منتدى كرة القدم
عراقي راقي


عدد الرسائل : 334
تاريخ التسجيل : 01/09/2008

ملحمة كلكامش Empty
مُساهمةموضوع: ملحمة كلكامش   ملحمة كلكامش Emptyالثلاثاء سبتمبر 23, 2008 8:49 am

مرحبا للجميع.....
صح الموضوع شوي طويل
لاكن ارجو قراته بتمعن
سوف تجدون كلام فلسفي عميق مابين السطور
الكل منا سمع بملحمة كلكامش
لاكن ربما لم يتمعن بالقراءة النصية
اوربما مر اسمها عليه مرور الكرام
فانا بنضري ملحمة كلكامش
تجمع الكثير مما تكلم عنه دستوفسكى
حول موضوع الميتافيزيقية
طبعن وكلمة الميتافيزيقية هيه دراسه عميقة لمصير الانسان
ويهتم بموضوع ما وراء الطبيعه
والمصير المجهول للئنسان ولماذا المصير هوة الموت
ولماذا لم يبقى الانسان خالد
لا اريد ان اطيل عليك بالتعليق
لاكن سوف اترككم مع ملحمة كلكامش
بقلم وديع زورا
ولا تحرمونا من تواصلكم بالآراء حول هاذه
الملحمة الاسطوريه العظيمة

الموت هو الشيء الوحيد الذي يحاول البشر تجاهله وهو تعبير عن رفضه لذلك يأتي على حين غرة ، ينتزع الروح ويمضي ، فغريزة حب البقاء عامل مشترك بين كل البشر ، ومن تعامل مع الموت بأنه امر حتمي وتجاهله ، وراح يعمل كانه يعيش ابدا مساهما في البناء حسب قدرته ، عاش مرتاحا الى ان تفارق الروح الجسد وقد ترك فيها بصماته ، ومن ظل ينتظر الموت فانه سيشل قدراته وامكاناته ويعيش مشلولا عاجزا ، والموت اشكال وانواع متعددة ، واقساها الموت على قيد الحياة

تعتبر بلاد الرافدين مهدا للأساطير ، وقد اشتهر منها اساطير دونت على الواح في اعمال ادبية راقية، كملحمة كلكامش ، هناك فرق بين الحكايات الشعبية العامية والاساطير ، وإن كانت الاثنتان قد سبقتا التاريخ المدون ،، فالحكاية الشعبية الخرافية تعتمد أسلوب سرد قصصي متخلف يقوم على اعتقاد باطل في كثير من الاحيان ، في حين ان الأسطورة قد نشأت في بدايتها من قصة البعض منها حقائق والاخر خيال وعن تأمل فلسفي فكري عميق ، لتفسير ظاهرة طبيعية ومعنى داخلي لحياة البشرية ، فأخذت الشعوب تلك الاساطير كثوابت في اعتقاداتها ، وتداخلت تلك الاعتقادات فيما بعد مع المعتقدات الدينية السماوية ، واحتلت مكانا في نفوس الشعوب الذين ورثوها عمن قبلهم من الحضارات المتعاقبة

ومنذ تدوين التاريخ ومنه بزغت خيوط الاشعاع الفكري ، فتاريخ بلاد الرافدين حافل بالعديد من الشخصيات والاحداث التي تركت اثارا ايجابية تاره وسلبية تارة اخرى ، ولم يكن تاثيرها مقتصرا على بلاد الرافدين فحسب ، بل انها امتدت واستحوذت اهتمام عقول العديد من مفكري ومؤرخي الحضارات الاخرى ، ومن ضمن تلك الاحداث شخصية الملك كلكامش ( نمرود ) خامس ملك من ملوك سلالة الوركاء ( عصر دويلات المدن) دام حكمه 126 عاما صاحب الملحمه الشهيره الخالدة عرفت باسمه عبر الازمان في تاريخ ادب وحضارة وادي الرافدين ورد اسمه في اثبات الملوك السومرين من سلالة الوركاء الاولى وهي السلالة التي حكمت من بعد الطوفان



تشكل ملحمة كلكامش اقدم واجمل نص شعري تم اكتشافه في وادي الرافدين ، فقد دونت في الالف الرابع قبل الميلاد ومكتوبة بخط مسماري على 12 لوحا ، عاش كلكامش في العصر المسمى عصر فجر السلالات في بلاد سومر ، ولم يكن مقبولا او محبوبا من قبل السكان ، حيث تنسب له الممارسات السيئه منها انه يدخل بالعروسات قبل ان يدخل بهن ازواجهن وايضا تسخير الناس في بناء سور ضخم حول مدينه اورك ، فيلتمس السكان الى الالهة بان تخلق له منافسا له يشغله ، فيجد الشعب شيئا من الراحة ومخرجا من ظلم كلكامش ، فتستجيب احدى الالهات واسمها ( ارورو ) بخلق ( انكيدو) رجل وحشي مشعر يعيش في البراري ياكل الاعشاب ويشرب الماء مثله مثل باقي الحيوانات بمعنى انه كان النقيض تماما مع شخصية كلكامش ، ويلتقيان ويتصارع الاثنان بقوة وشراسه عاليتين لانهما متقاربان في القوه ولكن في نهاية المطاف ينتصر كلكامش على أنكيدو ، ويعترف انكيدو بقوة كلكامش ، ويصبح انكيدو رفيق كلكامش وصديقه ، ويخرج الاثنان في طلب المغامرات والاخطار ، ويشقان الطريق الى غابة الارز حيث يصرعان ( همبابا ) وهو وحش رهيب يحرس غابة الاله انليل (انو) وعند عودتهما تقع الالهة انانا (عشتار) في حب كلكامش ، فتحاول عشتار التقرب منه بغرض الزواج ، ولكن كلكامش يرفض العرض ، فاحست عشتار بالاهانة والغضب وطلبت من والدها انليل (انو) ان ينتقم لها ، عندها يقوم بارسال ( ثور السماء ) المخيف لقتله ، وهنا يخرج ايضا البطلان كلكامش ورفيقه انكيدو ظافرين ، إذ يشتركان مع الثور في معركة ضارية ويقضيان عليه ، وبعد ذلك تجتمع الالهة وتقرر ان انكيدو يجب ان يموت عقابا له على صرعه همبابا حارس الغابة واذا بانكيدو الذي يقهر يمرض ويموت لانه من البشر ، اما كلكامش فكان يسري في عروقه دم الالهة من جانب والدته التي كانت الهة لم يكن الموت ، حتى تلك اللحظة شيئا لكلكامش فهو قد قبل مقاييس الشجاعة المعهودة ومقاييس ثقافته المعهودة ، الموت لا بد منه ، ومن العبث التخوف منه ، فاذا كان على المرء ان يموت فاليمت ميتة الابطال الشجعان في مقاتلة خصم قوي جدير به ، لكي تعيش شهرته من بعده ، وقبل بدء المعركة مع همبابا ، تماهل انكيدو برهة وقد خذلته شجاعته ، فراح كلكامش يؤنبه بقوله

( من ذا الذي يا رفيقي ادرك من السمو . ما يمكنه من الصعود الى السماء . والاقامة مع شمش الى الابد؟ مجرد انسان ايامه معدودات . ومهما فعل ان هو الا هبة ريح . اراك قد خشيت الموت . اين بأسك وشجاعتك ؟ دعني اقود . وتخلف انت لتصيح بي . اطبق عليه ولا تخف . واذا سقطت مضرجا . اكون قد بنيت اساسا لشهرتي . فيقولون عني . قُتل كلكامش وهو يصارع همبابا الرهيب . ويردف قائلا انه إذا سقط قتيلا سيروي انكيدو لابن كلكامش عن شجاعة ابيه وقوته . فليس في الموت هنا خوف او رهبة . انه جزء من اللعبة . والشهرة تلطف من حدته . لان اسم المرء يبقى حيا في الاجيال)


غير ان كلكامش لم يكن يعرف الموت عندئذ الا كأمر مجرد ، ولم يكن قد مسه الموت مباشرة بحقيقته الرهيبة ... الى ان يموت انكيدو فيدرك ما لم يدركه من قبل ، ويردف قائلا

.. ( انكيدو يا رفيقي . يا أخي الأصغر . يا من كان معي في التلال يصطاد حمار الوحش . والفهد في السهول . من كان برفقتي يفعل كل شئ . تسلّق صخور التلاع . وأمسك بثور السماء وارداه قتيلا . وقذف ارضا بهمبابا الساكن في غابة الارز . ولكن ما هذا النوم الذي غرقت فيه ؟ لقد اعتم وجهك وما عدت تسمعني )

لم يرفع كلكامش عينيه عن انكيدو ، جس قلبه فلم ينبض ، ثم كسا صديقه كأنه عريس الزفاف ، وزأر صوته ، لبؤة اسد اقصيت عن اشبالها ، وراح المرة تلو المرة يتأمل رفيقه ، وهو يجر شعره ويبعثره نتفَا ، ويشق ثوبه الفاخر ويرميه عنه ممزقا ، خسارته الفادحة افجع من ان يتحملها ، فيرفض ان يعترف بها كأمر واقع ويردف يقول

( ذاك الذي شاطرني كل خطر . حتف الإنسان المحتوم قد احاق به . بكيته طيلة النهار وطيلة الليل بكيته . ورفضت الاذن بدفنه . فلعل رفيقي ينهض لصراخي . سبعة ايام وسبعة ليال . الى ان بدأت الديدان تخرج من جثة انكيدو . لا عزاء لي منذ أن راح . ورحت انا كالصياد اطوف في البراري )



كان كلكامش في قرارة نفسه خائفا من حقيقة انه لابد ان يموت يوما ، لم يبقى له الا هدف واحد ، هو العثور على الحياة الابدية فيخرج للبحث عنها ، وفي نهاية العالم فيما وراء بحر الموت ، يقيم سلف له حظي بالحياة الابدية ، ولسوف يذهب اليه كلكامش ليعرف سره ، فيرحل لوحده في الطريق الطويلة النائية الى الجبال التي تغرب الشمس فيها ، ويطرق الممر المظلم الذي تقطعه الشمس في الليل ويكاد ييأس من رؤية النور مرة ثانية الى ان يخرج مرة ثانية الى شاطئ بحر فسيح ، وكل من يلقاه في ترحاله يسائله كلكامش عن الطريق إلى ( اوتنابشتيم) والذي يعتبره البعض مشابها جدا لشخصية ( نوح) في الاديان اليهودية والمسيحية والاسلامية ، واثناء بحثه عن الخلود يلتقي ( سيدوري ) ويردف يقول

( لقد افزعني الموت حتى همت على وجهي في البراري . ان النازلة التي حلت بصديقي وصاحبي تقضي مضجعي . أه لقد صار صاحبي الذي احببت ترابا ، وانا ساضطجع مثله فلا اقوم ابد الابدين )

فتحدثه سيدوري بان بحثه لا امل يرجى منه وتقدم النصائح له وبأن يستمتع بما تبقى له من الحياة وتردف تقول

( كلكامش اين رحت تجول ؟ ان حياة الخلد التي تبغي لن تجدها ابدا . لان الالهة عندما خلقت الانسان . جعل الموت نصيبه . امسكت بايديها عنه الحياة . كلكامش املأ بطنك . امرح ليلك ونهارك . واملأ ايامك باللذائذ . وارقص واعزف الالحان ليلا ونهارا . واغسل راسك واستحم . واجعل ثيابك نظيفة وزاهية . وافرح الزوجة التي في احضانك زاهية . هذا وحده ما يبتغيه البشر)



ولكن كلكامش كان مصرا على سعيه ولا يستطيع ان ينصرف عن بحثه ويستسلم لما هو من نصيب الناس كلهم ، لم يستجب لتلك المطالب وبقى يعاند الالهة ويبحث عن الخلود ، انه ليتحرق شوقا الى الحياة الابدية ، فتقوم ( سيدوري) بارسال كلكامش الى الملاح اورشنابي ، وعلى شاطئ البحر يرى الملاح ( اورشنابي) ليساعده في عبور بحر الاموات ليصل الى اوتنابشتيم ، وهكذا يلتقي اخيرا باوتنابشتيم ويسأله كيف ينال الانسان الحياة الابدية ، الا ان اوتنابشتيم عاجز عن مساعدته ، فقد نال هو الخلود في ظروف خاصة لن تتكرر مطلقا ، ففي سالف الايام ، عندما قررت الالهة على فناء الجنس البشري ، انزلت الطوفان بهم بقيادة انليل لم ينج الا اوتنابشتيم وزوجته ، فقد انذر مقدما ، وابتنى فلكا كبيرا ، انقذ به نفسه وزوجته وزوجا من كل شئ حي ، وقصة الطوفان هنا شبيهة بقصة طوفان ( نوح ) وقد ندم انليل فيما بعد على ارساله الطوفان ، وقررت الالهة منح اوتنابشتيم وزوجته الخلود ، جزاء له على انقاذه الحياة في الارض



ولكن اصرار كلكامش في سعيه نحو الخلود ، قام بعرض فرصة على كلكامش ليصبح خالدا مثلهم ، فيأمره اوتنابشتيم بمنازلة النوم .. في نومة سحرية ليست الا شكلا اخر للموت ، اذا تمكن من البقاء مستيقضا دون ان يغلبه النوم لمدة 6 ايام و7 ليالي فانه سيصل الى الخلود ، ويكاد يغلب كلكامش على امره في الحال ، ويشرف على الهلاك عندما توقظه زوجة اوتنابشتيم ، شفقة منها عليه ، لقد اخفق في مسعاه ، ويهيىء كلكامش نفسه للعودة الى اورك يائسا كئيبا ، وفي تلك اللحظة تحث زوجة اوتنابشتيم زوجها على اعطائه هدية وداعية ، فيخبره اوتنابشتيم عن نبتة عشب سحرية تنمو في قاع البحر ، تعيد الى كل من يأكل منها شبابه ، فينتعش كلكامش بعد اكتئابه ، ويصحبه الملاح (اورشنابي ) إلى المكان المعين حيث يغوص كلكامش في اعماق البحر ثم يصعد وفي يديه النبتة السحرية ، فيبحر في اتجاه اورك ، ويبلغان ساحل الخليج ، وانطلق الاثنان في طريق العودة الطويل ، وفي احدى المحطات التي توقفا عندها للراحة ، راى كلكامش بركة ماء بارد فنزل اليها واستحم بمائها تاركا النبتة عند الضفة ، فانسلت حية الى النبته من وكرها واكلتها وبينما هي راجعة الى وكرها تجدد جلدها ، جلس كلكامش عند الضفة وقد انهار تمام بعد ان فقد الامل في تجديد الشباب ، وقال لاورشنابي وهو يبكي بكاء مرا

(لمن اضنيت يا اورشنابي يدي . ولمن بذلت دماء قلبي ؟ لم اجن لنفسي نعمة ما . بل لحية التراب جنيت النعمة )

فرجع كلكامش الى اورك خالي اليدين ، وبينما هو يقترب من مملكته شاهد السور العظيم الذي بناه على اكتاف السكان حول مدينة اورك ، ففكر في قرارة نفسه ان ضخامة وعظمة هذا السور هو الكفيل الوحيد الذي بواستطته يخلد اسمه ، وفي النهاية تتحدث ملحمة كلكامش عن كيفية موت كلكامش ومدى حزن سكان اورك على وفاته



ان اثر ملحمة كاكامش استمر فاعلا في اداب شعوب الشرق الاوسط حتى بعد سقوط الامبراطورية الكلدانية عام 539 قبل الميلاد ، ومنذ ان تم اكتشاف ملحمة كلكامش في نهاية القرن التاسع عشر في مكتبة اشور بانيبال في نينوى ، وقرأها جورج سميث بعد ترتيب وترجمة لما تم اكتشافه في عام 1872 ميلادية امام جمعية اثار الكتاب المقدس وتحت عنوان التفسير الكلداني للطوفان ، عادت من جديد لتلعب دورا هاما في تراث الانسانية ، مفجرة طاقات ابداعية في مجالات شتى كالرواية ، والمسرح ، والفنون الجميلة ، والموسيقى ، فكما نشأت قصة كلكامش في احضان الواقع الاجتماعي السومري الرافديني لتتحول في تفاعلها مع ، واقع اشور وبابل ، الى ملحمة متكاملة فنيا وفلسفيا ، لتحرض على ولادة ملاحم اخرى لدى شعوب اخرى ، هكذا صار دور الملحمة حديثا ، اذ اخذت الترجمات الحديثة توحي للكتاب والفنانين والموسيقيين الغربيين بابداع روائع جديدة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ملحمة كلكامش
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عشق الحياه :: العراق والعراقيين-
انتقل الى: